أتمشى في أرجاء هذه الدولة الصغيرة لأتعلم دروس تمس أعماق أعماقي من هذا الذي يتباها بنفسه وبنمرة سيارته وبرصيده في البنك ومن تلك التي ترى الدنيا بجمالها وبملابسها وبرصيدها من الرجال الذي ما هو إلا ألم النقص وضعف اليقين والتوكل الذي نحاول إسكاته بشتى الطرق ولكن هذا الألم لم ولن يسكت إلا بأن أضع يدي على هذا الجرح بحنان وبحب وبصدق وأقول بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم فأتذكر حينها الحبيب الذي قال اللهم إهدي قومي فإنهم لا يعلمون وأتذكر أبو بكر الذي كان في منصب الخليفة حين كان يذهب كل يوم شخصيا إلى بيت إمرأة عجوز عمياء ليكنس لها بيتها ويطبخ لها طعامها بنفسه وأتذكر عمر الذي حينما عاقب والي مصر لأن ابنه أهان مسيحيا وأتذكر عثمان الذي قال عنه الحبيب أنه رجل تستحي منه الملائكة وأتذكر علي الذي قال للدنيا غري غيري فقد طلقتكي ثلاثا وغيرهم كثير الذين لم يبذلوا جهدا وإنما فقط كانوا على فطرتهم التي قادتهم إلى طبيعتهم فلم يستكثروا من الدنيا وملذاتها فدخلوا جنة الدنيا قبل الاخرة
حينها أجد نفسي أحب هذا النصاب وذاك الحرامي والمتعجرف والكذاب والزاني لأنه بفضلهم عرفت قيمة الحبيب وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعرفت أن أنظر لذاتي الصغيرة والحقيرة وأقول لها يا غنيمة لقد علمتي فماذا عملتي بما علمتي؟؟ فالحب لا يكفي كما أن الكره لا يكفي ياغنيمة إن الله لم يخلقنا للمراقبة فهو الرقيب وكفى به رقيبا ولا هو بحاجة إلى تصنيفاتي وحكمي على الاخرين فهو أعلم بالكل ولكنه يريد أن يرى مني خيرا ويريد أن يراني أن أجاهد نفسي الامارة بالسوء من خلال إخلاص النية
كلمة أحبك أرسلها لكل من علمني بجرحي فمن غير الألم لم ولن يأتي الأمل
المحبة دااااااااائما وأبدا
امنه
لكاتبه امنه مهدي